الخميس، 27 أكتوبر 2011

حُبٌّ واحِدٌ يكفي.. حسين مهنّا

حُبٌّ واحِدٌ يكفي..
 
حسين مهنّا
الخميس 27/10/2011
حينَ لا أتَذَكَّرُكِ صباحا أشعُرُ بِذَنْبِ المُؤْمِنِ الّذي أخَذَهُ النَّومُ فَفاتَهُ موعِدُ الصَّلاةِ..حينَ لا أتَذَكَّرُكِ مَساءً،تَنْتَحِرُ نَجْمَةُ العِشاءِ وتَسْقُطُ رَمادَا تحتَ نافِذَتي. وفي المَرَّتينِ لا أجِدُ شفيعًا لي عندَكِ سوى كلامٍ لم يَقُلْهُ شاعِرٌ عاشِقٌ من قَبْلٍ.وأدري وتَدْرينَ أنْ لا كلامَ لم يَقُلْهُ أحَدٌ من قَبْل.فاقبَلي مِنّي إذًَا،صَمْتي وَحَيْرَتي أمامَكِ، واحمِلي نَظَراتي على أنَّها أبْلَغُ الكلامِ ..!فَما من كلامٍ يَخْرُجُ من سُوَيداءِ قَلْبٍ عاشِقٍ الى العَلَنِ إلاّ وسَقَطَ مَيْتَا تَحْتَ أقدامِ الحَبيبِ.الصَّمْتُ في حَضْرَتِكِ،والحَيْرَةُ أمامَ بَهائِكِ هو الكلامُ الَّذي لم يَقُلْهُ شاعِرٌ من قَبْل.
فَيا أيَّتُها الذّاكِرَةُ الباهِتَةُ بِفِعْلِ تراكُمِ السِّنينَ،أسْعِفيني بِأنْ أتَقَرَّى وَجْهَها كُلَّ صباحٍ كما تَتَقّرَّى أمٌّ وَجْهَ رَضيعِها،وأنْ أقْطِفَ عَنْهُ تَعْويذَةً تَقيني شَرَّ ذاكَ النَّهارِ،الى أن أعودَ اليها يَمامَةً باغَتَتْها رَهْبَةُ اللّيلِ،وبينَ يديها أنامُ كَقَطْرَةِ نَدًى على غُصْنِ نَعْناعٍ،أو كَضَوْعَةِ عِطْرٍلَمْلَمَتْ ذَكِيَّ أنفاسِها واخْتَبَأَتْ في سَداةِ نَرْجِسَةٍ.     
تلكَ هي.. وذا أنا..وكما تَدورُ الأرضُ حولَ الشَّمْسِ أدورُ حولَها..وكما يَنْجَذِبُ القمرُ الى الأرضِ أنْجَذِبُ اليها..لا شيءَ يَتَغَيَّرُ سوى أنَّها هي الثّابِتَةُ وأنّي أنا المُتَحَوِّلُ الا عن حُبِّها السَّرْمَدِيِّ الّذي يُضيءُ زوايا قلْبي المُعْتِمَةِ،ويَسري في عُروقي لَهَبًا وإكسيرًا يُحيلُ فِضَّةَ آمالي ذَهَبًا.
فَيا مَنْ قَرَأَ كَلِماتي هذهِ فَأَحَبَّها،خُذْ حُفْنَةً من بُذورِ الحَبَقِ وانْثُرْ بَعْضَها في حديقَةِ الحَبيبِ،وبَعْضَها على رُبَى هذا الوطنِ..فالوفاءُ للوَطَنِ هو الوفاءُ لِلحَبيبِ،والوفاءُ لِلحبيبِ هو الوفاءُ للوطن.


المصدر | موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق